مايكل جاكسون يحقق... أرقامٌ قياسيّة في الممات كما في الحياة!

Los Angeles Times

في الأيام القليلة الأولى التي تلت وفاة مايكل جاكسون في 25 يونيو (حزيران) الفائت، أنزل معجبوه المفجوعون نحو 2.5 مليون نسخة رقمية من أغنياته، مسجلين رقماً قياسياً قد يدوم لسنوات، علماً أن ما من عرض موسيقي آخر قبل هذه الحادثة أدى إلى تنزيل حتى مليون أغنية رقمية في أسبوع.

كما حدث حين قُتل جون لينن في عام 1980 أو حين توفي إلفيس بريسلي قبل ذلك بثلاث سنوات، هرع الناس بعد رحيل جاكسون إلى متاجر الموسيقى لشراء نسخ من ألبوماته الأكثر رواجاً. فاختفى المخزون كله بلمح البصر نتيجة الطلب الكبير من الجمهور بعد هذه الفاجعة.

لكن ما يميّز عالمنا اليوم أن عصر التنزيل الرقمي أتاح لمحبي جاكسون الحصول في الحال على أي أغنية له. يوضح غاري أرنولد، مسؤول بارز عن المسائل الترفيهية في شركة Best Buy: «بخلاف الماضي حين كان المخزون ينفد من السوق، منح الجانب الرقمي من صناعة الموسيقى المعجبين قدرة على الوصول إلى الأغنيات التي يريدونها فوراً».

لكن عقارب الساعة عادت إلى الوراء في الأيام الماضية. فما إن ملأت متاجر الموسيقى رفوفها بألبومات النجم الراحل حتى باعت 800 ألف نسخة إضافية خلال الأسبوع الأول عقب موت هذا المغني الشهير. وقد شكلت مبيعات الأقراص المدمجة CD وغيرها من التسجيلات الموسيقية 82% من مجموع المبيعات على رغم أن كثيرين يتوقعون أن الأقراص المدمجة ستبلغ نهايتها في غضون سنوات قليلة.

رفض المسؤولون في شركة جاكسون، Epic Records التابعة لشركة Sony Music، تقديم تعليقات لهذا المقال. كذلك امتنعوا عن إجراء أي مقابلات بشأن مجموعة أغنيات جاكسون منذ وفاته. على نحو مماثل، رفض موقعي iTunes وAmazon تقديم معلومات عن مبيعات أغنياته.

تبدّل سريع

تُظهر أرقام نظام Nielsen SoundScan الأخيرة أن إجمالي مبيعات الموسيقى حتى اليوم يتوزع على النحو الآتي: 60% لصالح التسجيلات الحسية و40% لصالح التسجيلات الرقمية. ويُعتبر هذا تبدلاً سريعاً منذ عام 2005 حين بلغت نسبة مبيعات الموسيقى الحسية 92% في مقابل 8% للرقمية. وتوقع نظام SoundScan أن تستحوذ الموسيقى الرقمية على نصف مبيعات الموسيفى بحلول نهاية السنة التالية إذا استمر الوضع على حاله.

لكن تفاعل المعجبين مع موت جاكسون ألقى ضوءاً على حاجات مميزة تسدها التسجيلات الرقمية والحسية. فقد اختار الملايين اليوم الموسيقى الرقمية بسبب قدرتهم على الحصول عليها فوراً أينما كانوا حول العالم، لكن التسجيلات الحسية لا تزال تجسد رابطاً عاطفياً لم تنجح الرقمية في استبداله حتى اليوم.

كانت حياة جاكسون ومسيرته المهنية مميزتين في مختلف أوجههما، لذلك يمتنع المراقبون عن طرح نظريات عامة حولهما بالاستناد إلى ما حدث منذ وفاته. لكن عند التأمل في هذه الأحداث بالمقارنة مع تزايد الطلب على الأسطوانات السمعية vinyl LPs خلال السنوات الأخيرة، يؤكد الخبراء تعلّق المعجبين بموسيقاهم وموسيقييهم المفضلين.

يذكر دايف كانينغهام، مدير في متجر Amoeba Music في لوس أنجليس: «بما أن موسيقى مايكل جاكسون أثرت في كثيرين من مختلف الأجيال، أعتقد أن وجهها العاطفي ولّد حالة تجلت حين رأينا الناس يدخلون متاجر الموسيقى ليشتروا شيئاً يمكنهم لمسه بيدهم لا أمراً ينزلونه على كمبيوترهم». فضلاً عن بحثهم عن شكل موسيقي ملموس». يضيف كانينغهام أن كثيرين من زبائن المتجر كانوا يبحثون عن شعور بالتضامن والتعاضد لا توفره لهم الموسيقى المشتراة عبر الإنترنت.

يخبر كانينغهام: «راحوا يتحدثون إلى زبائن آخرين عن شعورهم. وهذا ما نحاول الحفاظ عليه، إذ نعمل على تعزيز هذه البيئة في متجر الموسيقى... الناس متعطشون لهذا النوع من التفاعل. فهم لا يريدون فحسب ذلك المنتج الملموس الذي يمكنهم حمله بيدهم، بل يعشقون أيضاً تجربة الذهاب إلى متجر الموسيقى. وقد ضاع هذا الشعور في أواخر التسعينات ومطلع الألفية الجديدة مع بروز ثقافة تنزيل الموسيقى».

بدوره، يقول كيث كولفيلد، مدير كبير في مجلة Billboard: «في حالة مايكل، كان لموسيقاه الوقع الأكبر في نفوس الناس ممن بلغوا الثلاثين أو أكثر والذين يملكون ذكريات جميلة عن المنتجات الملموسة. فلو كنا نتكلم عن ليدي غاغا أو كاتي بيري، لما تهافت الناس في اعتقادي على المنتجات الملموسة».

تزايد المبيعات

يشير كولفيلد إلى أنه خلال النصف الأول من العام الجاري، بلغ إجمالي مبيعات الألبومات الرقمية 21.5%، مقارنة بـ 78.5% للمنتجات الحسية. لا شك في أن التزايد الكبير الأخير في مبيعات ألبومات جاكسون الملموسة يستحق الملاحظة، لكنه لم يشكل تحوّلاً جذرياً كي نعتبره دليلاً على إعادة إحياء الجانب الملموس من صناعة بيع الإسطوانات. يوضح أرنولد: «أعتقد أن موت الأقراص المدمجة ما زال أبعد مما يخاله كثيرون».

وتابع أرنولد قائلاً: «سيمر مزيد من الوقت قبل أن نتمكن من تقديم تقييم حقيقي لما يحدث اليوم. صحيح أن الناس أرادوا إثر هذه الفاجعة التي طاولت أحد مشاهير الموسيقى أشكالاً ملموسة من التسجيلات، لكن لا يمكننا في اعتقادي التغاضي عن حقيقة أن التسجيلات الرقمية قدمت مساعدة كبيرة حين تطلب الوضع ذلك».

مبيعات الأقراص المدمجة مقابل الموسيقى الرقمية
منقولة عن جريدة الجريدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Blog Archive